لاحظت الكثير من الشركات والمشروعات يبيعون لكل فئات العملاء ولا يستهدفون جمهوراً معيناً يبيعون له ، ورأيت بعض المشروعات التي تضع إعلانات لها في مختلف المناطق والشوارع والأحياء بحجة الظهور لجميع الناس
وتفاجئت أيضا أنهم يكررون نفس الأمر على وسائل التواصل الإجتماعي فيكون أكبر تفكيرهم مشغول بعدد الإعجابات بالصفحة وكيفية زيادتها
و البعض يرى أن هذا صحيح لمشروعه وشركته وأن هذه الطريقة سوف تزيد من مبيعات مشروعه وسوف تجعله ينمو ويتطور ولكن في الحقيقة هذه الأموال التي تُصرف بغرض تحقيق تلك الأهداف تذهب هباءً وبلا جدوى
ولكي تدرك عزيزي القارئ أهمية الجمهور المستهدف إليك هذا المثال الذي سيوضح الأمر
كوكب الأرض والحياة
فجميعنا ندري أن الكوكب الوحيد الذي يصلح للحياة من بين باقي الكواكب هو كوكب الأرض وهذا لأسباب كثيرة مثل أنه ( يحتوي على الماء والهواء الذي نتنفسه وموقعه مناسب من الشمس فليس هو بعيداً جدا عنها ويكون شديد البرودة وليس هو قريب منها أيضاً ويكون عالي الحرارة )
فكوكب الأرض يحتوي على جميع المقومات الأساسية التي تناسب حياة الإنسان
وبدون كوكب الأرض فما إستطعنا على الحياة
الجمهور المستهدف هو الحياة لشركتك بمثابة كوكب الأرض للإنسان
مثلما الأمر في الجمهور المستهدف الذي تعينه لشركتك وتسعى نحو خدمته وإرضاءه فيعد مصدراً للحياة وللنمو والإزدهار للشركة مثل كوكب الأرض الذي يعد حياة للإنسان
والجمهور المستهدف يعد مصدراً للحياة لعدة أسباب مثل
ستستطيع إرضاءه بما تقدمه له من منتجات ، فيجدر بك أن تفكر جيداً في إهتمامات الجمهور المستهدف ومركزه المادي ومستواه الدراسي ونمط شخصيته لكي تستطيع أن تقدم له مزيجاً تسويقياً يناسب إحتياجاته ورغباته
ستبني مجتمع قوي :فبعد ما تُشبع وترضي إحتياجات ورغبات الجمهور المستهدف سيبدأ بتكوين مجتمع صلب يحب ويدعم شركتك ويرشح منتجاتها لأصدقائه وجيرانه
ستستطيع أن تحدد طريقة الوصول الصحيحة لهم : ( فإما مواقع التواصل الإجتماعي أو إعلانات جوجل أو الإعلانات على الطرق … الخ ) فمثلاً عندما تكون تستهدف شباباً فستجدهم بكثرة على مواقع التواصل الإجتماعي ، وستحدد أيضا أياً من هذه المواقع تستخدمه لتصل لهم ففي مصر ستجدهم على الفيس بوك بكثرة عكس دول الخليج فستجدهم على سناب شات وتويتر بكثرة
ستوفر التكاليف الزائدة : فبدلاً من إنفاق أموالك في كثير من الأمور التي لا تضمن لك الوصول الصحيح للجمهور المستهدف كالحفلات الإفتتاحية في الشوارع فتستطيع أن تتكلف فقط تكلفة التسويق التي ستضمن لك الوصول الصحيح له
ويتوجب عليك عزيزي القارئ المعرفة الجيدة بأنه يستحيل عليك أن تطبق جميع هذه المزايا على كل فئات الناس
الإعتقاد الخاطئ بكثرة الإعجابات بصفحة الفيس بوك
يرى الكثير أنه عند زيادة عدد المعجبين بصفحة الفيس بوك فهو في مصلحة مشروعه !! ببساطة لا يهم عدد الإعجابات بل الذي يهم وهو : ما هم الناس الذين قامو بالإعجاب وهل هم من الجمهور المستهدف أم لا ؟
واذا لم يكونو من الجمهور المستهدف فذلك سيضر بالمشروع والسبب في
أن لكل جمهور مستهدف طريقة التواصل والخطابة التي تناسبة وتقنعه فمثلاً طريقة مخاطبة طلاب الجامعات تختلف عن طريقة مخاطبة الأطباء
مثال
اذا كان المعجبين بالصفحة يتكونو من : ( طلاب جامعات وأطباء ومهندسين ) وكانت المنشورات على الصفحة من النوع الذي يناسب الطلاب فسوف نجد أن الغالبية من الأطباء والمهندسين لن تعجبهم المنشورات فستجد منهم من يلغي إعجابه بها ومنهم من لن يكتفي بالإلغاء وحسب بل وسيقوم بعمل حظر للصفحة وإن كثر هذا سيغلق الفيس بوك الصفحة
كيفية تحديد الجمهور المستهدف
عملية تحديد الجمهور المستهدف تسير بناءً على ثلاث خطوات وهم ال STP
تقسيم السوق لشرائح ( segmentation )
وفي هذه المرحلة تُقسم السوق لعدد من الشرائح وكل شريحة تراعي أن تكون بها هذه العوامل
الموقع الجغرافي: مثل البلد والمنطقة واللغة والسكان
الحالة السكانية : مثل السن والحالة الإجتماعية والدراسية والمادية
الحالة الشخصية :مثل نمط الشخصية والهوايات والإهتمامات والقيم والمعتقدات
السلوك : مثل طبيعة الشراء ، ودرجة الولاء للشركة ومستوى الإستخدام للمنتج
تستهدف الشرائح المناسبة ( targeting )
وفي هذه المرحلة يختار المُسَوِق الشريحة أو عدة الشرائح المناسبة من العملاء التي سيتطيع إرضائهم وإشباع إحتياجاتهم
تصنع لنفسك مكانة في رأس العميل ( positioning )
فيجب على كل شركة أن تصنع لنفسها مكانة في ذهن العميل مثل شركة فولفو للسيارات التي صنعت مكانتها في ذهن العميل وهي الأمان
وفي النهاية يتوجب عليك عزيزي القارئ تحديد جمهورك المستهدف بدقة لأنه يمثل الحياة والنمو للمشروع ، وتذهب لشركة التسويق الإليكتروني مثل فاديكوم Vadecom لكي ترسم لك الخطة التسويقية الصحيحة وتحدد لك الجمهور المناسب
