
التسويق، وبالأخص التسويق الإلكتروني أو الرقمي، توجد خرافات ومفاهيم مغلوطة عديدة تحوم حوله وتثير الخوف لدي أصحاب الأعمال والشركات. يرجع ذلك الي تطور مجال التسويق بشكل هائل من جميع النواحي، وتحوله الي مجال أكثر تركيباً وتشعباً وذا فرع كثيرة عن أي وقت مضي. فيوجد الآن العديد من الخيارات المتاحة المتنوعة للراغبين في التسويق الكترونياً عن طريق عدد غير محدود من القنوات والمنصات التي تستطيع الشركات استخدامها للتسويق وللإعلان عن منتجاتها وخدماتها. وكل واحدة من تلك المنصات تمتلك جمهورها الخاص ومزاياها وتكلفتها المختلفة. وهذا التنوع أوجد لدي البعض بعض الشكوك والمخاوف تجاه التسويق الالكتروني، ولكنها جميعاً بلا دليل. فهذا التنوع مَكن العملاء من التواصل مع الشركات في أي مكان أو وقت ومن خلال أي وسيلة يفضلونها، مما يمنحهم الكثير من السهولة والحرية ويجعلهم أكثر اقبالاً علي الشراء اونلاين
ومع ذلك لا زالت هناك العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول مصطلح التسويق الإلكتروني، وبينما يتأثر بعض الناس بهذه الخرافات، تغيب عنهم فرص وإمكانيات مذهلة وغير محدودة للتسويق الإلكتروني. في هذا المقال سنعرض بعض أكثر المفاهيم الخاطئة بخصوص التسويق الإلكتروني وأهمية ان لا تستمع اليها
الخرافة الأولي: التسويق الإلكتروني للشركات الكبيرة فقط
تعتبر هذه الخرافة الأكثر شيوعاً بخصوص التسويق الإلكتروني، والتي تشير إلى أن التسويق الإلكتروني مخصص فقط للشركات الكبيرة، ولا مجال فيه لأصحاب الأعمال المحدودة أو الشركات الصغيرة والناشئة. بل على العكس، التسويق الإلكتروني يقدم خيارات غير محدودة للشركات الصغيرة فيما يتعلق باستراتيجية التسويق أو الميزانيات المحدودة. والأهم من ذلك أنه يوّفر تكلفة إنشاء قسم لخدمة العملاء خصيصاً، وكنتيجة لهذا، تستطيع الشركات الصغيرة أن تبيع منتجاتها وتتابع عملية البيع مع العملاء دون أن تمتلك متجر خاص بها على أرض الواقع وتكبد مصاريف غير ضرورية. يمكنك تخصيص ميزانية متواضعة للتسويق عبر طرق الكترونية كثيرة غير مكلفة وذات نتائج مذهلة، ويمكنك اختيار الأنسب لك منها او اعداد خطة تسويقية مرنة خصيصاً لشركتك و بالميزانية التي ترغب بها
الخرافة الثانية: التسويق الإلكتروني غير مهم
إذا لم تكن لديك استراتيجية تسويق محكمة ومنظمة، فكيف تستطيع متابعة إحصائيات العملاء والحصول على بيانات تحليلية واستهدافهم بناءً على تفضيلاتهم واهتماماتهم؟ هذا ببساطة غير ممكن بدون الوسائل الالكترونية! فقط التسويق الإلكترونية يستطيع إعطائك إحصائيات عن عملائك وسلوكهم الشرائي، مما يتيح لك الإمكانية لاستهدافهم بناءً على هذه البيانات. عليك دائماً الانتفاع بالتسويق الإلكتروني ضمن استراتيجية شركتك التسويقية، والمواكبة والانفتاح علي كل جديد في هذا المجال. وهذا لأنها الطريقة الأفضل للتوسع ولبيع منتجاتك على مستوى العالم، وكل هذا عبر الإنترنت دون اللجوء إلى الطرق التقليدية المرهقة
الخرافة الثالثة: امتلاكك لموقع إلكتروني شيء كافِ
لا شك أن امتلاك موقع احترافي وجذاب هو شيء أساسي في أجندة خطة التسويق الإلكتروني للشركات، لكنه ليس الوسيلة الوحيدة امامك. المواقع الالكترونية تساعد الشركات في البيع والإعلان عن منتجاتها بشكل واسع، لكن الموقع لن يسوّق لنفسه بنفسه في البداية. شركتك تحتاج إلى تواجد قوي في كل المنصات الإلكترونية بشكل يدعم الموقع الالكتروني، مثل منصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها. فكل عميل يشعر بالإرتياح لمنصة معينة ويرتاح الى فكرة اجراء التعاملات التجارية من خلالها. على سبيل المثال، بعض العملاء يفضلوّن إجراء كل التعاملات عن طريق الفيسبوك، والبعض الأخر عن طريق انستجرام، وهكذا. إذاً فأنت بحاجة إلى التواجد في كل هذه المنصات بالتزامن مع بعضها البعض. إن فعلت هذا فستصل إلى أكبر عدد ممكن من العملاء المحتملين وتوسع مجال انتشارك اونلاين
الخرافة الرابعة: ليست هناك ضرورة لإنشاء محتوى جيد
من البديهي أنه كلما كان لديك محتوى قوي ذو جودة عالية، كلما كانت معدلات التواصل والتفاعل على صفحاتك أعلى. لذلك فإن المواقع الكبيرة تبدأ بإنشاء محتويات احترافية قوية لتجذب زوار عشوائيين للموقع وتحولهم لعملاء مخلصين راغبين دوماً في التعامل معهم. فضع دائماً في اعتبارك بأن الأمر لا يتعلق بالكميّة، بل بالجودة. إن إنشاء وكتابة محتوى دون المستوي قد يضرك ويأتي عليك بنتائج سلبية، حتى وإن انتشر في جميع القنوات عبر الإنترنت. فالإنتشار فقط دون وجود محتوى قوي يدعمه لا يكفى ويمكن ان يقلل من سمعة وصورة الشركة ويؤثر علي تعاملاتها في المستقبل. لذلك، خصص لكتابة أي محتوي الوقت الكافي للتفكير والبحث، وابحث عن الموضوعات بتمعّن، واجعل محتواك دائماً في أعلى جودة، واجعله على صلة باهتمامات جمهورك. هذا يجذب الزائرين إلى موقعك ويجعلهم يعودون إليك متحمسين الي المزيد
الخرافة الخامسة: وقتي ضيق ولا أمتلك وقتاً لأضيعه على التسويق الإلكتروني
حينما تعتقد ان التسويق شىء ثانوي، فحجة الوقت الضيق قد تبدو مشروعة ومنطقية. ولكن على جميع الشركات، كبيرة كانت أو صغيرة، أن توّفر الوقت والتكلفة اللازمة للتخطيط لاستراتيجيتها التسويقية وتنفيذها، حتى وان كانت ميزانية صغيرة. تعتبر عملية التسويق، تقليدية أو إلكترونية، الواجهة الرئيسية لأي مشروع أو شركة ناجحة، وبالتالي يتوجب عليك توفير وقت وتخصيصه لها والتفكير فيه كجزء حيوي من الشركة وليس قسم فرعي. إن كل ما تنفقه في تسويقك من نقود أو وقت سيعود عليك بفوائد مجزية علي المدى الأبعد، فكل ما عليك فعله أن تخطط لها جيداً وان تضعها دائماً في الحسبان
الخرافة السادسة: منصات التواصل الاجتماعي تخدم شركات معينة دون غيرها
يطرأ علي قنوات التواصل الاجتماعي تطورات كل دقيقة، ويتسع مجال عملها ومميزاتها لتناسب جميع أنواع الشركات والأعمال. وقد يكون من الضار لشركتك القول بأن منصات التواصل الاجتماعي ليست مهمة أو أنها غير مجدية لشركتك بالخصوص. الآن تستطيع قنوات التواصل الاجتماعي خدمة كل أنواع الأعمال بلا استثناء، سواء كانت شركات أو مشاريع حرة. ما يجب عليك اخذه في الاعتبار أن ليست كل قنوات التواصل الاجتماعي تصلح أو تكون مناسبة لشركتك. على سبيل المثال، إن كانت شركتك تقدم خدمات تقنية أو الكترونية، ف”الفيسبوك” و”لينكد ان” هم منصتين مناسبين لك تماماً، بينما انستجرام وتويتر يناسبون مثلا شركات الموضة والتصميم، وهكذا. فقط اعثر علي المنصة الاجتماعية الأنسب لنوع شركتك وخصص جهدك ووقتك لوضع خطة تسويقية ملائمة لهذه المنصة
الخرافة السابعة: التواجد على الإنترنت يحتاج إلى تصميمات جديدة طوال الوقت
أن تطوير وتحسين محتوى وتصميمات موقعك الالكتروني وصفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر لا غنى عنه إذا أردت تفاعل عملائك بصفة دائمة. ومع ذلك فإن تغيير التصميمات بأكملها تماماً قد يكون شيئاً مربكاً بالنسبة للعملاء. قبل الشروع في تصميم صفحاتك على الإنترنت، تأكد أولاً من الشكل الذي ترغب لشركتك الظهور به ويكون مُعبر عنها وعن طبيعة أعمالك وعن كيف تريد أن يرى العملاء شركتك. وبعد ذلك صمم وعدّل تصميماتك وفقاً لذلك، وتجنب التعديلات الجذرية ما لم تكن ضرورية أو بسبب تغييرات في أهداف الشركة ككل